ولا عيب في ذلك ، وإنـما العيب عندما تترك الفتاة هكذا ويكبر بها السـن ، وربـما ذهبت إلى الزنى والتعارف مع الشبـاب , فقـد عرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة للصحابـة وكذلك التابعي سعيد بن المسيب زوّج ابنتـه لشاب صالح , أمـا الزواج فهو العلاج الطيب ، وعلـى كل شاب أن يسعى جاهـداً لنيل هذا ، والحذر من الوقوع في الحـرام الحـرام طريقه سهل ولكن يعقبه آلام وحسـرة ومشاكل ، أم الزواج صعـب ولكن يعقبه راحة وسعادة واستقـرار , لهذا مـن يريد زوجة صعب يحصلها بسهولـه فهي جوهرة وغالية وتحتاج إلى مهر وصبر وتحمـل ويقدم التضحيات حتى يحصل عليهـا
أمـا الحرام من زنى وغيـره فهو سهل جداً ، كأنك تأخذ من القمامـة مناديل ثم ترميها , ويأتي غيـرك يستعمل هذه المناديل ويرميها وهذا حال الزوانـي ، والعياذ بالله , ولكـن نبشر كل شاب يريد العفـاف أن الله قد وعده بأن يساعده ويسهل أمره في الـزواج , قـال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة حق على الله عونـهم : المكاتب الذي يريد الأداء ، والناكـح الذي يريد العفاف ، والمجاهد في سبيـل الله )
فعلـى كل شاب وفتاة أن يتقـوا الله تعالى حتى يفتح عليهم من فضله ويسهل أمرهـم , قـال الله تعالى ( وليستعفف الذيـن لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضلـه ) , فالصبر الصبر يا معشر الشباب فإن الفرج قريـب ، والصبر الصبر يا فتيات الإسلام فإن الفرج قريـب
فعندما يرى فتاة ويدها طالعـه يتأثر ، فكيف أخي لو رأيت حال إخواننا الشباب في الدول المجاورة في الخليج وفي مصـر والجزائر ولبنان وغيرها من الدول العربيـة , اختلاط في المدرسـة ، واختلاط في الجامعـة ، واختلاط في العمـل ، كيف سوف يكون حال الشباب والبنات عندما يجمعونهم مع بعـض في الخلوة
فـلا إله إلا الله .. بـل كيف لو رأيت حال الشباب في بلاد الغـرب ، وهم يرون النساء المتبرجات والعرايا لا يسترهن شيء إلا العـورة ، والعياذ بالله , وهـم صابرون بعيدون عن الحرام ، فأي جاهـد هذا ؟ وأي تحمل هذا ؟ إنه الإيـمان عندما يدخل قلب امرئ ينتج قصص تـميز
فيا أخي الكريـم أنت لم تخطئ عندما تطالب بالزواج ، بل هذا وصية نبيك صلى الله عليه وسلم , قـال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشبـاب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغـض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصـوم فإنه له وجاء ) أي وقاية من الوقوع في الحرام
وكـل شاب يتأمل فوائد الزواج مـن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال أغض للبصـر وأحصن للفرج , وقـال الله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكـم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكـرون )
تـأملوا أيها الأحباب الكرام .. سكن ومودة ورحمـة فهذا كلام الله تعالى ، فلنتأمله رعاكم الله تعالـى , ومـن تزوج فقد أكمل نصف الدين , فسهـل عليه النصف الآخر ، فكثيـر من الشباب مشكلتهم الشهوة ، فعندما يتزوجون يتغيرون ويصبحون من الصالحين , وقـد قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا تـزوج العبد فقد استكمل نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقـي )
فـالله الله في الزواج ، وعلى الآبـاء أن يسهلوا الزواج لأبنائهم وبناتهم ولا يضيقوا عليهـم ، وخاصة نحن في زمن الفتن وكثرة المغريات والداعين إلى الفاحشـة , وعلـى كل أب أن يسهل المهر ويسهـل الوصول إلى ابنته عن طريق الحلال حتى لا تذهب هي بنفسها إلى الحـرام
هذا الحديث يطول ويطول , وربـما خصصنا مواضيع تخص الشباب وتخص البنات عن الزواج , وكيفية مواجهة التحديات في هذا العصـر , وفـق الله الجميع لما فيه الخيـر , والعمل الصالح
أخي الكريم : إن قيامك لنشر الصور الجنسيـة والأفلام في المنتديات والمجموعات يساهم في ضياع أخواتك وبنات عمك وبنات خالاتك وبنات إخوانك وبنات أخواتك , وإن كان لديك زوجه وبنات فإنك تفسدهم بأفعالك
فاحذر رعاك الله : وكن مفتاح للخير لا مفتاح للشر ، وأعلم أنك إن عففت نفسك عفت نسائك , وإن فسدت فسد نسائك , وإن صلحت صلح نسائك وبناتك ، وإن فضحت بنات الإسلام فإن الله يفضحك ولو في بيتـك فكما تدين تدان , وجزاك الله خيرا