هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 إلى غد أسوأ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غريب مرعي
مشرف قسم التنمية البشرية



عدد الرسائل : 16
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

إلى غد أسوأ Empty
مُساهمةموضوع: إلى غد أسوأ   إلى غد أسوأ Emptyالإثنين أبريل 05, 2010 4:56 am

كان يجلس متكورا ..... يداه متشابكتان حول ساقيه ... وذقنه الصغيرة مدفونة بين ركبتيه .... على حين أن عينيه الذابلتين تنظران في إتجاه واحد معين ، وكأنهما تائهتان في عالم أكبر بكثير من العالم الذي ينبغي أن يعيش فيه .....

أدهم .... أدهم ......أدهم .. فالتفت فإذ بها أخته سميه تلمست شعره المقصف براحتها اليمنى وهمست إليه في حنان بالغ أخي العزيز" أراك مغيبا في هذه الأيام عن قضايا منزلنا .. تغدو وتروح في أوقات متأخره إلى جانب هيئتك التي يرثى لها".. ..

أجهش أدهم في البكاء مليا ثم التف بأحضان أخته الدافئة وقال لها:-



" منذ زمن ليس بالبعيد جلس معي أحد أصحابي في ليل بهيم وكان يمسك بين أصابعه سيجارة فألفت نظري وهو يشهقها ويزفرها ..... ثم أمد لي أصابع الوسوسة " جرب بس وهتشوف أيه اللي هيحصل " فأخذتها في فضول شديد ومالبثت أن شهقت أول شهقة منها حتى أتعبتني تعبا شديدا ولكني أصررت على إكمالها ..... سيجارة تلو سيجارة ... وفي ظل غدق الأموال من والدينا اللذان يعملان ليل نهار وينفقون علينا ببزخ ... صرح لي أحدهم ذات مرة .... " عاوزين نغير الجو ده بقه " فقلت له " تقصد أيه " فقال " أيه رأيك نجرب المخدرات " فقلت له " .لا ...لا ... لا .... كفايه السجاير ..... وبعد التحايل والوسوسة يوم بعد يوم إنجرفنا إلى ذلك المسار كي أصبح الأن مدمنا لجميع أنواع المخدرات ....

هنا لم تتمالك سمية أعصابها فخرت مغشيا عليها .. وأخذ يفيقها إلى أن أدركته وأصبحت في مرحلة الوعي ... ثم قالت له بصوت مرتفع محملا بالحزن والإستياء " لابد أن أخبر والدينا بما حدث هذا كي يتخذوا معك موقفا رادعا " .. وأصرت على رأيها ... واستمر الحال على هذه الوتيرة بين خوف من أخته ورجاء في عدم إفشاء سره لأبويهما إلى أن أشار إليه أحد أصحابه قائلا " لو عاوزها تسكت وماتقولش حاجه لأبوك لا زم تبقى مدمنه " وسرعان ما لبى أدهم ووضع لها في الشاي بعض المخدر وأذابه جيدا ثم قدمه لها بعين الشفقة فشربته رشفة بعد رشفه وعاشت لبعض اللحظات في سعادة وهمية ثم نامت نوما هنيئا وعندما استيقظت في الصباح ، أعجبها ذلك فسألته ماذا وضعت في كوب الشاي فأجاب سريعا " لقد وضعت لكي مخدر كي تشعري بالنشوة التي كبحتني ثم طلبت منه أن يكرر لها ذلك فحياتها هي الأخرى مدمرة وتحتاج إلى الهروب إلى أن أصبحت سمية هي الأخرى مدمنة . .والأن جاءت الفاجعة فأموال الشهر كله قد تبددت ومن ثم تراءت لأدهم فكرة الإتجار بسمية فهو الحل الوحيد للحصول على المال واضطرت أن توافقه على رأيه مرة .....فمرة .....فمرة

وذات ليلة دامسة كانت برفقةأحدهم في سيارة أصطدمت بعربة ثقيلةأودت بحياتهما وهنا علم الأب والأم وتوفي الأب بعد سمية بثلاثةأيام فقط فالصدمة كانت كبيرة ولم يتبقى إلا الأم المسكينه مع الولد اللعين ...وظل على هذه الحال إلى أن أنفق كل نقود أمه التي أكنزتها من عملها بعد تهديدها في كل مره ...وبعد عام من وفاة الأب توفت الأم كي يصبح أدهم من سرقة إلى سرقة ومن سيجارة إلى جوينت ...

فكم دمرت سيجارة بسيطة لارحيق لها من الأمل والسعادة والمستقبل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلى غد أسوأ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم خاص للتنمية البشرية :: قسم خاص بالتنمية البشرية-
انتقل الى: