لـيـل لـيـس لـه أخـر ...

مودى .. 30 سنه

جهاد .. 22 سنه

المهندس المعمارى ( هيثم ) .. 35 سنه

مديره القصر ( منال ) .. 28 سنه

دول الاشخاص الى ف القصه ...







البدايه كانت و مودى يسير ف الشارع

لمح قصر كبير معروض للبيع ف مزاد

ليس القصر نفسه ما كان ملفت بالنسبه اله

لكن مكان القصر و المساحه نفسها

كان يحيط القصر جبل من الجهه الخلفيه

و ع بعد خطوات منه كان شاطئ البحر

وكان من اليمين و اليسار بدايه الغابات

الموقع كان بيضم اكتر من بيئه محيطه

كان مثالى شبيه بما ف رأسه تماما

لكن مودى لا يعمل و ليس لديه مصدر رزق !

كل ما يملك ف جيبه ثمن الغدا

نظر للقصر بحسره و تمنى ان يكون ملكه

ولو ليوم واحد فقط

سرح وهو يسير و يفكر كيف يمتلك مثل هذا القصر

طبعا الفكره مستحيله لمن يملكون المال

القصر كان معروض ف مزاد بتمن غالى جدا

ما بالك الوضع بالنسبه لمودى !

وهو كل ما يملكه من الدنيا ثمن الغدا

كمل مودى طريقه و هو يسير

قابل هيثم صديقه الوحيد

كان هيثم شخصيه غريبه للكثير

كان نحيف جدا و طويل ملامح وشه حاده

كان ممكن يحلل اى شخصيه بمجرد كلامه معاها

كان يعرف تفاصيل غريبه بمجرد النظر ف الاعين

سلم ع مودى و قال له هذا القصر عندى تصميم ليه

سأعدله و اجعله تحفه فنيه رهيبه

مودى كان معجب جدا بتصميمات هيثم

واتفق معه انه عندما يشترى بيت

هيثم هو الذى سيتولى تصميم بيته بالكامل

وهتبقى هديه منه ليه

بكل ثقه الدنيا قال مودى

خلاص عنما اشترى هذا القصر انت الى هتعملهولى !!

ضحك عليه هيثم و قال له انا موافق

إنصرفوا و هم يتحدثون ...



ف صباح اليوم التانى مودى لا يعمل

لقد نفذت امواله

لا يوجد معه اى شئ

نذل من بيته وفجأه

لمح بنت جميله جدا

كانت تبدو كالملكات

رقيقه و انيقه كانت فعلا جذابه لكل من يراها

كان يبدوا عليها انها من خارج البلاد

أعجب مودى بها من اول نظره

قرر بداخله انه سوف يكلمها مهما حدث

فوجئ بها تدخل الى المطعم المقابل لمنذله

ولكن إنه مطعم ليس مناسبا لشكلها

انها تبدوا اعظم من هذا

ربما هى معتاده على الاكل هنا

ع اى حال ...

لقد دخل ورائها و جلس ع ترابيزه بجوارها

مع العلم انه لا يملك اى اموال !

نظر لها بشده و بإعجاب

وعندما التفت و نظرت اليه

أعجبت به هى ايضا !

إنجذبت اليه جدا و إبتسمت له

تجرأ مودى و جلس بجانبها و قال

انا مودى ...

ردت عليه بسرعه و انا جهاد

تبادلوا الحديث كثيرا

و كأنهم يعرفون بعض منذ زمن

جلسوا اكثر من ساعتين يتكلموا

و إذا بسيده جميله جدا

وجهها يشع أنوثه

تدخل عليهم المطعم و تقول لها

لنذهب الان يا جهاد !

ترد جهاد قائله حاضر

يسالها مودى من هذه

تقول انها منال مديره القصر

انها كأختى الكبيره و هى التى ربتنى

هى التى تفعل لى كل شيئا

انا بدونها ليس لى شأن

انها المدبره للقصر و مدبره حياتى

لم ينظر مودى لمنال و كان مستائا منها

بدون سبب !

إتفق هو و جهاد ع اللقاء ثانيه

وإنصرفت جهاد بصحبه منال




كان مودى سعيدا جدا بمعرفته لجهاد

لقد كانت جوهره صغيره يتمناها اى شاب

ولكن لمن يستحقها

ليست لشخص بدون عمل بدون اى شئ !

كان مودى ذكيا جدا .. من النوع الطماع

يريد كل شئ و اى شئ .. بدون تعب

لقد كان كسولا لا يحب العمل كثيرا

او يحب العمل الذى يليق به و بمكانته و فكره

كان وسيما و جذابا

ومن الناحيه الاخرى جهاد

كان اقل ما توصف به ( ملكه متوجه )

بريئه رقيقه لا تحمل للدنيا اى هم

كانت كل ما تريده شخص يحنوا عليها

يعوضها عن حنان والديها المتوفيين

حيث انها الان لديها ثروه كبيره جدا

ولا يوجد معها سوى منال و عده اقارب بعيدين فقط !



و من جهه اخرى نجد منال

لقد كانت مثالا لسيده المنزل الاول

يمكنك ان تقول انها افضل ما سوف تجد ف

مجال الاداره

لقد كانت بارعه ف تدبير و تخطيط الاشياء

انها ذكيه جدا

لقد تولت امور جهاد منذ وفاه والديها

وحتى الان هى المحافظه ع مواعيدها و كل شئ

لقد كانت من يرسم حياه جهاد

لقد كانت سيده يجب ان تحترمها و تخاف منها

والمعروف انها غير متزوجه و تعيش وحيده



مرت الايام الكثيره

و كان يتلاقى مودى و جهاد كثيرا

يوما بعد يوم تقترب المسافات بينهم

حتى اتى موعد رحيل جهاد من المدينه

والذهاب الى قصرها

لقد كانت ف رحله قصيره و انتهت الان

قررت هى و مودى ان يتزوجا !

ويعتبر هذا اول قرار تأخذه جهاد بدون مشوره منال

اعترض اهل جهاد جدا ع هذا الزواج

وقالوا انه صعلوك يطمع ف ثروتك

قالت و لكنى احبه

قاطعها الجميع و لم تلقى لهم بالا

كانت جهاد ع عكس عادتها

لا تاخذ مشوره من منال

وايضا منال لم تتحدث بحرف بخصوص هذا الموضوع

ف موقف غريب و لاول مره يحدث

ان تترك جهاد تتولى شئونها بدون تدخل و نصيحه !



تزوج مودى و جهاد ...

رغم كل العقبات و الاختلاف الطبقى الرهيب

ولكنهم تزوجوا

لقد كانت امراه يتمناها اى شاب

لقد كانت حقا ملكه جميله

اخذت جهاد مودى ليعيش معها ف قصرها

ولكن فوجئ مودى بإنهم لن يعيشوا وحدهم

ولكن ها هى مديره المنزل

لا يمكن ان تفارق جهاد !

اقنعته جهاد بانها سوف تعيش معهم

انها معها منذ زمن ولا تسطيع فعل اى شئ بدونها

بعد ضجر و ضيق شديد وافق مودى ع ان تعيش

منال معهم ف القصر

وف ذات يوم تذكر مودى القصر الذى ف مدينته

هذا القصر الذى كان يحلم به

اتصل بصديقه هيثم و اخبره انه لم يباع بعد

تحدث مع جهاد بشان ان يشتروا هذا القصر

ويسكنوا فيه

لقد كان غاليا جدااااا

لم تلقى جهاد اى اعتراض

انها تريد البقاء بجوار مودى فقط

قالت له اوافق يا حبيبى

لم تكفى ثروه جهاد لشراء القصر !

لقد اضطرت لبيع قصرها لتكمل الثمن

ولكن لا يوجد شئ صعب

لتحقق لمودى ما يحلم به

لقد كانت بسيطه جدا لا يهمها قصر او غيره

كان كل همها سعاده حبيبها



وبالفعل إشترت القصر

الذى لم يكن يحلم به مودى

حققت له حلمه الكبير و المستحيل

وع الفور اتصل مودى بهيثم ساخرا

تعالى لتعمل لى افضل تصميم ف قصرى

ضحك هيثم ولم يكن يصدق حتى راى بعينه

لم يقل هيثم حتى مبروووك !!!

كان يحس بشئ غريب

وزاد هذا الشئ غرابه

عندما راى منال تعيش معهم ف القصر

وسال من هذه

قال له انها مديره المنزل و شخص غال جدا ع جهاد

وهى من طلبت منى ان اجعلها تعيش معنا

صمت هيثم وواصل عمله

استغرق حوالى شهر كامل ليعمل ف القصر

لم يكن يتحدث اطلاقا الا قليل جدا

كان يحس بشئ غامض و مريب



واخيرا ....

انتهى العمل ف القصر و تصميمه

بشكل خرافى مهول

اعجب به الجميع و حسدوا مودى عليه

شكر مودى هيثم جدا

و مرت عليه الايام هو و جهاد ف قصره الجميل

مع زوجه جميله

ماذا بعد هذا يتمناه !!!

مرت الايام و تغير مودى جدا ف طباعه

لاحظت غضبه الدائم و تغيره جهاد

حاولت التحدث معه و لكنه نهرها

وف ذات ليله دخل مودى القصر ليلا

ووجد جهاد تعذف ع البيانو الخاص بها

وتدندن بصوتها العذب

خلق البعص ليعيشوا ف سعاده و رخاء

وخلق البعض ليعيشوا ف ليل ليس له اخر

لماذا الطمع و لماذا الكراهيه

دمعت اعين مودى من الموقف

احس بشئ غريب

جعله احتضن جهاد بشده و قبلها

تناولوا العشاء سويا

وخلدوا الى النوم ...



و ف صباح اليوم التالى

استيقظ ع تليفون من مستشفى

يقولون له ان صديقه هيثم بحاله خطره

ذهب مسرعا اليه

وجده مريض بمرض خطير جدا

ليس امامه الا ساعات ف الحياه !

ولكن ذهب كل التعب من هيثم

عندما راى وجه مودى !!!

لقد بدى مودى حينها كالشيطان

وجهه عليه علامات غريبه

شكله مختلف عما قبل

نظر له هيثم متجاهلا كل تعبه و المه

وصاح فيه بقوه و غضب

ارتعب منهم مودى

وقال له

لماذا فعلت هذا ايها الشيطان المجنون !!!

إرتمى مودى ع الارض خوفا

جسمه ارتعش شديدا

وهو يعرف معنى هذا الكلام جيدا

واذا به و بدون تفكير

يقطع خرطوم الاوكسجين الخاص بصديقه !!!

ليرديه قتيلا ع سريره !!!

نعم .. لقد قتل اعز اصدقائه

وينصرف مودى ....



يذهب الى بيت والدته

التى هجرها منذ زمن ولا يعرف عنها شيئا

ويتفاجئ بعذاء و الكل يعذيه

لقد ماتت والدته

لم يتاثر كثيرا

فهو لم يكن يحبها

وهو يقلب ف اوراق قديمه

وجد ورقه مكتوبه بخط امه تقول فيها

إنى اعلم انك قد تركت صديقك يغرق

وساعدت ع قتله ودفعته ف الماء

لكى تأخذ ساعته

انه صديقك وانت عندك 10 سنوات

إنهار مودى من البكاء

وقال ماذا يحدث !

احس ان الكل يعرف حقيقته

احس انه مفضوح

الجميع يعرف خطاياه !!!



قرر الذهاب لقصره ليرتاح

و إذا به يقترب من القصر

وهنا المفاجأه ...











































































صياح من الجميع و القصر ممتلئ بالناس

بوليس و اشخاص كثيرون

يحققون ف قضيه قتل !





















لقد ماتت جهاد !!!!

فور سماع هذه الكلمه

نظر مودى مباشره الى منال !!!

كانت هذه المره الاولى التى يحدق بوجهها

كانت نظره طويله ...























بعد ساعات طويله

من التحقيقات و اتهامات اقاربها له بالجريمه !!

تبين انها ماتت مسمومه !

نتيجه طعام به سم قاتل ...

وقيدت القضيه ضد مجهول !!!



وف صباح اليوم التالى

رجع مودى الى القصر

كانت حالته مذريه و ع وجهه علامات اليأس و الاحباط

وإذا به يدخل القصر

ويجد ...




































































منال واذا بها مرحبه به و تقول له

اهلا بك يا زوجى العزيز !!!!!!



يجلس مودى بجوارها و يبكى

وإذا بها تصيح فيه ما بك ايها الغبى

لا يفيد البكاء الان ...

لقد فعلناها سويا

وان القصر اصبح لنا

هنيئا لنا !!!



منذ البدايه ...

كانت منال من خطط لنزول جهاد الى البلد

التى يسكن بها مودى

وكانت هى من اختارت المطعم المقابل لمنذله

لكى تصطنع الفرصه ليتقابلوا ...

كانت هى و مودى متزوجان منذ فتره كبيره جدا

ولم يعلم احد بزواجهم

وافترقا لان ظروف معيشتهم صعبه

ومن هنا عملت منال ف قصر جهاد

كانت تكلم مودى و تخبره كل شئ عنها

ومن هنا جائتها الفكره

جعلتها تنذل بلدته

دبرت لهم ميعاد ليتقابلوا

لم تلقى اى راى بخصوص زواجهم

اقنعت جهاد انها سوف تاتى و تعيش معهم

لكى ترى جميع تحركاتهم

وف النهايه اقنعت مودى بوضع السم لها ف الطعام

ف ذات الليله التى تعشوا فيها معا

واحتضنها و قبلها لاخر مره

هذا ما وراء الكواليس ...



جلس مودى وهو ف حسره

ويدندن قائلا

لقد كان هيثم يعلم ما فعلت

لقد كان غريبا معى منذ ان حادثته لياتى لقصرى

لقد صاح فى بكل غضب

وهو يعلم انى قد وضعت لجهاد السم ف الطعام

لقد كان حقا ذكيا جدا

لقد كان يعلم ان وجودك غريب و مريب

لقد قتلت اعز اصدقائى بيدى خوفا منه !!!

وايضا جهاد

لماذا طاوعتك و قتلتها !!!

لقد باعت الدنيا كلها و تركت كل شئ

من اجل وجودى بجانبها !!!

لقد حققت لى حلمى المستحيل !!!

لماذا قتلتها !!!

وتذكر كلماتها الاخيره ع البيانو و هى تعذف



خلق البعض ليعيش ف سعاده

وخلق البعض لليل ليس له اخر

لماذا الطمع !!



بكى بصوت عالى جدا

بكى بحسره ...

وقال اين انتى يا جهاد ...



قاطعته منال بصفعه ع وجهه

وقالت له انت تهذى

لقد حققنا حلمنا

لا تنظر للماضى

نظر لها و قال انه حلمك انتى

انتى شيطانه

وقام بالهجوم عليه و خنقها

حتى لفظت انفاسها الاخيره ف يده !!!!



وذهب الى البيانو و جلس يعذف مقطوعه جهاد

وامسك صورتها و ظل يبكى بكائا كالطفل

و اذا به يذهب خارج القصر

ويتأمل منظر القصر من الخارج

ويرى ع القصر وجه هيثم

صديقه الذى قد قتله بيده

و طوال سيره صوت جهاد العذب الرقيق يدندن ف اذنه

لما الطمع لما الطمع



و يتجه نحو الجبل المجاور لمنذله

ويصعد لاعلاه .. و هاهو يقفز منه منتحرا

متخلصا من عذاب ضميره

وينهى حياته المأساويه

بمأساه ....



هذه قصته ولا اعلم اين بدايته و اين نهايته ...

ولكنى اعلم ان ...

خلق البعض ليعيشوا ف سعاده و هناء

وخلق البعض ليعيش ف ليل ليس له اخر




بقلمى .