هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الخليل
مشرفة عامة
مشرفة عامة



عدد الرسائل : 180
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة Empty
مُساهمةموضوع: من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة   من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2007 4:11 am

من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة





من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة

أمواج البحر تندفع هادرة نحو الشاطئ وتقتحم الرمال الذهبية وتحاول التشبث بها والزحف نحو المعسكرات الجاثمة لجنود الاحتلال .. تتعالى مياه البحر غضبى تزأر كسجين مصفد اليدين والقدمين بالأغلال .. تحاول التعبير عن ثورتها في مشهد يثير الغضب .. أجواء غزة تختلط بالدخان والأزيز البغيض المنبعث من عجلات الآليات العسكرية التي تملأ المكان .. رصاص مجنون ينطلق من فوهات البنادق ليحصد الأبرياء ..

طائرات تحلق في السماء وتبحث عن منزل لم يُصب بقذيفة .. صفارات الإسعاف تختلط مع صوت الرصاص والصراخ ونداءات الغضب .. مدارس غزة تغلق أبوابها معلنة الإضراب حتى إشعار آخر .. طلبة المدارس يجوبون الطرقات ، ويتلفتون يمنة ويسرة بحثاً عن مخرج من هذه المعمعة المحتدمة .. يمسك أحمد بيد إبراهيم ويهرولان نحو زقاق ضيق بعيداً عن زخات الرصاص .. يتوقفان قليلاً ويتنهدان بعد شعورهما بالنجاة .. ينظر أحمد إلى صديقه وابن عمه الذي أحبه وعاش ملازماً له طيلة فترة الدراسة السابقة .. يبتسم في وجهه ويهدئ من روعه .. - لا عليك .. فقد زال الخطر .. يهز إبراهيم رأسه .. - الحمد لله .. ولكن .. ينظر إليه أحمد بدهشة .. - ولكن ماذا ؟!! - ليس هذا ما أفكر به .. - ماذا تعني ؟ - أريد أن أذهب لمعبر المنطار .. - معبر المنطار .. - نعم .. أريد أن أفعل شيئاً .. أريد أن أجاهد .. أريد أن .. - ولكن المنطار خطر جداً .. ألم تسمع بالعشرات الذين قتلوا أثناء المواجهات الدامية فيه .. - بل سمعت .. وهذا الذي يجعلني أفكر بالذهاب إلى هناك .. يطرق أحمد ويفكر .. - حسناً .. دعنا نذهب الآن .. - لا بد أن أحصل على النقود التي توصلني إلى هناك .. - لن أتركك تذهب وحدك .. - ماذا تعني ؟! - لا بد أن أذهب معك .. يتهلل وجهه بالسرور .. يشعر بسعادة غامرة .. - كنت أعرف أنك لن تتأخر عن ذلك .. يتعانقان وسط شعور بالفرح يغمر قلبيهما .. ينطلق كل منهما بخفة نحو منزله لا يشغله سوى كيفية الحصول على مبلغ من المال يدفعه أجرة لسيارة تقله إلى المعبر الدموي الخطر .. يصل إبراهيم إلى منزله ويشرع في المحاولة .. - أمي .. أرجوك يا أمي .. تلتفت إليه أمه .. - ماذا دهاك يا ولدي .. ؟! - أريد بعض المال يا أمي .. تنظر إليه بدهشة .. - ولم يا بني ؟! - إنني بحاجة إليه .. - لا أعطيك المال حتى تخبرني .. يتلعثم ويظهر عليه أثر الاضطراب .. - ما بالك يا بني ؟! - لا شيء يا أمي .. ولكن .. - ولكن ماذا يا إبراهيم .. - بصراحة يا أمي .. أريد أن أذهب إلى معبر المنطار .. تصاب أمه بالذهول وتقترب منه وتمسك بكتفيه .. - إلى معبر المنطار .. أجننت .. أتريد أن يقتلك اليهود .. أما سمعت بما حل بشادي وفارس وغيرهما من أبناء المخيم .. لا يا بني .. لا .. إياك أن تذهب !! - لماذا يا أمي .. لماذا تمنعينني من نيل الشهادة .. - وتريد أن تستشهد .. لا زلت صغيراً يا بني .. أرجوك لا تحاول .. إني أحبك يا ولدي .. - وأنا أحبك يا أمي .. ولذلك أريد أن أستشهد .. أريد أن أشفع لك ولأبي يوم القيامة .. ألا يشفع الشهيد لسبعين من أهله .. تبكي بحرقة .. تحتضنه بحرارة .. تصر على منعه من الذهاب .. يفشل في محاولة الحصول على المال .. يجلس على أريكته كئيباً حسيراً.. يفتح المذياع ليسمع الأخبار .. ينصت للمذيع وهو يروي آخر أخبار المواجهات في معبر المنطار .. - .. وقد تعرض المتظاهرون لرصاص غزير أطلقته قوات الاحتلال مما أدى إلى مقتل الفتى أحمد سليمان أبو تايه بعد أن أصيب برصاصة في الرأس أودت بحياته على الفور ... يغلق المذياع ويُصاب بالوجوم .. - ماذا .. أحمد .. بهذه السرعة .. يشعر بدوار .. يتململ وينهض .. يروح ويجيء .. - ماذا أفعل .. لا بد أن أذهب .. لا بد أن أتدبر الأمر .. يتسلل إلى صالة المنزل ، يمشي ببطء شديد .. يغافل أمه ويفتح الباب ويخرج مسرعاً .. ينطلق نحو موقف السيارات .. يهجم على سيارة تنقل مجموعة من الشباب إلى معبر المنطار .. - أرجوك .. أرجوك أيها السائق .. خذني معك إلى هناك .. أرجوك .. - هل تملك أجرة الطريق .. - كلا يا عماه .. ولكني بحاجة ماسة للوصول إلى المعبر .. أرجوك أريد أن أرى ابن عمي .. إنه هناك في المنطار .. - ينظر إليه السائق فيرى الدموع تتسلل من عينيه .. يشفق عليه .. - حسناً يا فتى .. هيا اصعد .. وتنطلق السيارة تنهب الأرض نهباً .. وما هي إلا دقائق حتى تصل إلى مقربة من المعبر .. يقف السائق مذهولاً .. - هيا ترجلوا بسرعة .. لا أستطيع التقدم أكثر .. يقفز إبراهيم كالغزال .. ينطلق نحو المواجهات دون خوف أو وجل .. يصرخ بغضب .. - سانتقم لك يا أحمد .. انتظرني أنا قادم .. وينخرط في الصفوف .. ويتناول الحجارة تباعاً .. ويلقي بعزم ومضاء .. ويتقدم نحو متاريس القتلة .. ويهتف عالياً .. - الله أكبر .. خذوا يا قتلة .. ويصل على مقربة من الحاجز .. ويواصل إلقاء الحجارة .. ويجلجل بالتكبير .. وتختلط أصوات المتظاهرين بصوت الرصاص يلعلع في أجواء المعبر الملتهبة .. ويصرخ المتظاهرون .. - مجرمون .. قتلة .. هيا أسرعوا .. وتهرع مجموعة من الشبان الأقوياء .. ويحملون الفتى المضرج بالدمــاء ... يتراجعون إلى الوراء .. يبحثون عن سيارة إسعاف .. تتواصل المواجهات .. تشعر أم إبراهيم بضيق في صدرها .. - أين أنت يا إبراهيم .. ترى ماذا حل بك .. تفتح المذياع لتسمع آخر أخبار المواجهات مع اليهود .. - .. واستمرت المواجهات في معظم المدن والقرى الفلسطينية ، وسقط قبل قليل شهيد آخر عند معبر المنطار .. حيث أصيب برصاصتين من النوع المتفجر في البطن ثم في الظهر مما أدى إلى مقتله .. والقتيل من مخيم الشاطئ ويدعى إبراهيم رزق عمر .. تذهل الأم بفاجعتها .. تنهار لفقد ولدها .. تمتد يد حانية لتخفف من ألمها .. - لا تحزني يا زوجتي العزيزة .. كانت هذه أمنيته منذ مدة .. وقد نالها .. لحق بابن عمه وصاحبه ليعبرا معاً درب الشهادة ..


study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من قصص البطولة والشهادة في أرض الإسراء .. نحو معبر الشهادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الشعر والادب والقصة القصيرة :: منتديات القصص والروايات-
انتقل الى: