ابو رامى الغرباوى المراقب العام ونائب المدير العام
عدد الرسائل : 2921 تاريخ التسجيل : 07/12/2007
| موضوع: حب الناس علامه لرضا الله على الانسان الأحد سبتمبر 19, 2010 12:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الناس شهداء الله فى الأرض.. متى أثنوا على الإنسان بالخير والصلاح فهذا علامة رضا الله عليه.. ومتى أثنوا عليه بالشر فذلك علامة السخط..
فالناس هم الذين يشهدون على المرء بالصلاح أو الفساد. هم الذين يشهدون عليه حسن خلقه وحسن معاملته لهم ووقوفه بجانبهم ومواساته إياهم.. هم الذين يشهدون عليه بجفائه معهم وأذيته لهم ووقوعه بلسانه في أعراضهم.. ويبقي السؤال كيف يرضي المرء الناس ويكتسب حبهم؟.. وهل يكون ذلك بسخط الله, إما باتباع تعاليم الله عز وجل والسير علي سنة نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم؟.. يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف: لقد علمنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم أن المؤمنين الصادقين حينما يرضون علي شخص فإن الله يرضي عنه.. ويجعله من عباده المقبولين.. فعن أنس رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلي الله عليه وسلم: وجبت ثم مروا بأخري فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلي الله عليه وسلم: وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت ؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض. ويضيف: المسلم لا يرضي الناس بسخط الله تعالي وإنما يرضيهم بطاعة الله واتباع سنة نبيه صلي الله عليه وسلم والسير علي خطاه.. فيؤدي حق الله تعالي فيقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلا.. ويصنع المعروف ويبذل الجميل ويمشي في حاجة الناس ويطعم الطعام ويفشي السلام علي من عرف ومن لم يعرف.. ويبتسم في وجه الناس ليدخل السرور علي قلوبهم.. يحمل مبادئ وأخلاق.. يحمل الجود والكرم.. يحمل العفة والحياء.. كريم السجايا والأفعال.. يراه الناس هاشا باشا يألفه الصغير والكبير.. فذلك هو المسلم حقا الذي يشهد له المؤمنون بالصلاح. وأوضح أن المسلم حتي يكتسب رضا الناس فعليه إفشاء السلام علي من عرف ومن لا يعرف.. فالسلام مع أنه مجرد كلمة بسيطة يلقيها المرء إلا أنها تزرع الحب وتغرز المودة والألفة بين الناس.. قال صلي الله عليه وسلم.. ألا أدلكم علي أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم), ولكنه يكلف أصحاب الكبر والحقد والحسد والضغائن الكثير فيجب أن يطهروا صدورهم مما تحمل من شر للناس.. وأن يتنازلوا عن عنادهم وكبرهم وأن يملأوا قلوبهم بالرحمة لكي يفشوا السلام بين عباد الله. ومنها إدخال السرور علي الناس.. فالإنسان أسير الإحسان فحينما تدخل عليه السرور فإن قلبه يتعلق بك ويحبك ويرضي عنك.. وقد كان صلي الله عليه وسلم يدخل السرور علي أصحابه وأهل بيته فيلاطفهم ويمازحهم ويتعب نفسه لراحتهم بل ويقوم علي خدمتهم.. ويمكن للمرء إدخال السرور علي قلب أخيه المسلم ويجعله راضيا عنه بمجرد الابتسامة.. قال صلي الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق). ومنها التجاوب مع الناس.. فالتجاوب مع عباد الله يزرع المودة والألفة والمحبة ويعظم أجرك عند الله.. فالمرء لا يحيا في هذه الدنيا وحده في معزل عن الناس ولكن يتفاعل معهم.. يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.. فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويشعر بآلامهم وأوجاعهم.. ويقضي حوائجهم ويعود مرضاهم ويجيب دعوتهم.. أما الإنسان الذي يعيش بمفرده يبغضه الناس لأنه صاحب جفاء. وأشار إلي أن حسن الجوار من أسباب اكتساب المرء رضا الناس.. فإذا كان المرء يحسن إلي جاره ويحفظ سره ويصبر علي أذاه فهو عند الله قريب.. أما إذا كان يسيء إلي جاره ويتقيه الناس لشره.. ولا يأمنوا علي أنفسهم من لسانه.. فهذا شر الناس كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, قيل: من يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه).. فهذا الإنسان لا يرضي ربه عنه لأن, عباده قد سخطوا عليه, وذلك من شدة شره وفساده.. فالمؤمن الحق هو الذي يرضي ربه بأن يتعامل مع الناس معاملة كريمة.
| |
|