ابو رامى الغرباوى المراقب العام ونائب المدير العام
عدد الرسائل : 2921 تاريخ التسجيل : 07/12/2007
| موضوع: من أخلاق الأسلام الرحمة الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:32 am | |
| من أخلاق الإسلام الرحمة
من الفضائل التي تحلى بها رسول الله ونادى بها الإسلام فضيلة الرحمة وهي رقة في الطبع تثمر الرفق واللين والرأفة والعطف والاحسان وهي خلق رفيع يحرك عاطفة الإنسان الى الخير والبر، مدح الله بها رسوله المبعوث بمكارم الاخلاق فيقول: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" كما انه المبعوث رحمة للعالمين حيث يقول الله عز وجل: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم". والرحمة الشاملة الكاملة هي رحمة الله العزيز الرحيم فقد شملت وعمت كل الكائنات فما من موجود اوجده الله إلا برحمة الله يحيا وفي ظلال هذه الرحمة يعيش فقد قال تبارك وتعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء" وقال تعالى: "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" وقوله "فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَة اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"، وقول الله تعالى "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون": وقول الله عز وجل "وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين" وقول الله تعالى لمريم في شأن ابنها عيسى عليه السلام "قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا".
والرسول الكريم خاتم النبيين والمرسلين كان رحمة من الله، قال عز وجل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" والقرآن الكريم آية الله الكبرى ومعجزة الاسلام الخالدة شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة قال تعالى: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين". إن سيرة الرسول الكريم العطرة تحمل من حسن الخلق وطيب المعاملة ولين الجانب الشيء الكثير فقد روي ان اعرابيا جاء الى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال له يا محمد احمل لي على بعيري من مال الله الذي هو عندك فانك لا تحمل لي من مالك ولا مال ابيك وجذب الرسول جذبة اثرت في عنقه الشريف فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) المال مال الله وانا عبد ولكن يقاد منك يا اعرابي فقال الرجل انك لا تفعل قال الرسول ولماذا؟ قال لأنك لا تقابل السيئة بالسيئة ولكن تقابل السيئة بالحسنة فعفا عنه الرسول وامر له بما يحتاج إليه وقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يرحم الصغار والكبار ويحنو على الضعفاء ويداعبهم ويقربهم ويمسح على رؤوسهم، روى الإمام أحمد عن يوسف بن عبدالله بن سلام ابن الحبر اليهودي انه قال سماني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوسف وأقعدني على حجره ومسح على رأسي وكان يقول في حق اعدائه الله اهد قومي فانهم لا يعلمون وفي الحديث الشريف (لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال ليس برحمة احدكم اخاه ولكن برحمة العامة" وقال (صلى الله عليه وسلم) (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا قدره). ومن اسباب الشقاء في الدنيا والاخرة جمود العين وقسوة القلب وطول الامل وحب الدنيا قال رسول (صلى الله عليه وسلم) (لا تنزع الرحمة إلا من شقي) وقال تبارك وتعالى: "وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم"، ويذكرنا الله بقوله: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم" ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)، وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين وانزل جزءا واحدا من ذلك يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن وليدها كي لا تصيبه بمكروه).
</B></I> | |
|