هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

  في ظلمة الليل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو رامى الغرباوى
المراقب العام ونائب المدير العام
المراقب العام ونائب المدير العام
ابو رامى الغرباوى


عدد الرسائل : 2921
تاريخ التسجيل : 07/12/2007

 في ظلمة الليل  Empty
مُساهمةموضوع: في ظلمة الليل     في ظلمة الليل  Emptyالأربعاء ديسمبر 08, 2010 5:40 am

في بيت متواضع البناء يطل على حقل القمح بلونه الخلاب وتلـُفه الأشجار،
وبعض الورود التي تكسو المكان بجمالها يعيش خالد مع أسرته الصغيرة .
تعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى ،

وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير .
على أعتاب المرحلة المتوسطة،بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه..

وفي ليلة أوت إلى الفراش ،

بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته .
الوقت بعد منتصف الليل وقد استدعاها التعب للتقلب في فراشها

وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل .
نفض النوم نفسه من عينيها فتحت جفنيها على أقدام خالد
وهو يدخل غرفته والوقت متأخر، طردت الخواطر المتزاحمة نومها :

لماذا يقوم من نومه هذه الساعة، وما عهدتها عليه؟

آااه لقد كبر خالد لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه .
ترى هل قام هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز؟

ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات، ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ،

وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟ .
لا.. لا . إنه من المؤكد التليفون إنه على الأرجح سيتصل بـ... لا .
خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ،

وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد .
أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية، ترى هل قصرت معه ؟

هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟
كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ،

تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ،

وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن .
استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها كتمت أنفاسها ،
وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد وقد أعياها التفكير :

هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟

لا .. لقد عودته أدب الإسلام بالاستئذان .
- هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟

لا . إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له .
كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب استجمعت أنفاسَها،
اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب

وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة .
نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات

أقدامها على عتبة الغرفة لا أثر لحركة بالغرفة النور خافت لم تشعـر إلا وهي تردد

: الحمد لله.. الحمد لله..
لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.

</B></I>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلمة الليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى عتم الليل . .
» اخر الليل
» قيام الليل
» بكاء فى جوف الليل
» اتصل على هذا الرقم ...لكن آخر الليل ؟؟؟؟ !!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الشعر والادب والقصة القصيرة :: منتديات القصص والروايات-
انتقل الى: