للشيخ هانى تأثرت بيها جدا وأستفدت منها بفضل الله كما وضح الشيخ ان لكل عبد من هؤاتء عمل وباب معروف به عند الله فأين أبوابنا فى الطريق إلى الله؟ والقصه موجوده فى صفه الصفوه للجوزى وحقيقى فيها من العبر والدروس لذلك أحببت ان أنقلها لكم
قال صالح المري، : قال مالك بن دينار. اغد علي يا أبا صالح إلى الجبان فإني قد وعدت نفرا من إخواني بأبي جهير مسعود الضرير نسلم عليه. قال صالح المري: وكان أبو جهير هذا رجلا قد انقطع إلى زاوية يتعبد فيها ولم يكن يدخل البصرة إلا يوم الجمعة في وقت الصلاة ثم يرجع من ساعته. قال فغدوت لموعد مالك إلى الجبان فانتهيت إلى مالك وقد سبقني وإذا معه محمد بن واسع. وإذا ثابت البناني وحبيب فلما رأيتهم قد اجتمعوا قلت: هذا والله يوم سرور.
قال: فانطلقنا نريد أبا جهير. قال: فكان مالك إذا مر بموضع نظيف قال: يا ثابت صل ههنا لعله أن يشهد لك غدا. فكان ثابت يصلي، قال: ثم انطلقنا حتى أتينا موضعه فسألنا عنه فقالوا: الآن يخرج إلى الصلاة. فانتظرناه قال: فخرج علينا رجل إن شئت قلت قد نشر من قبره. قال: فوثب رجل فأخذ بيده حتى أقامه عند باب المسجد ثم أمهل يسيرا ثم دخل المسجد فصلى ما شاء ثم أقام الصلاة فصلينا معه. فلما قضى صلاته جلس كهيئة المهموم فتوامر القوم في السلام عليه.
فتقدم محمد بن واسع فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: من أنت لا أعرف صوتك? قال: أنا من أهل البصرة. قال: ما اسمك يرحمك الله? قال: أنا محمد بن واسع. قال: مرحبا بك وأهلا، أنت الذي يقول هؤلاء القوم - وأومأ بيده إلى البصرة - إنك أفضلهم، لله أنت إن قمت بشكر ذلك. اجلس فجلس،
فقام ثابت البناني فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: من أنت يرحمك الله? قال: أنا ثابت البناني. قال: مرحبا بك يا ثابت البناني، أنت الذي يزعم أهل هذه القرية أنك من أطولهم صلاة? اجلس فقد كنت أتمناك على ربي.
قال: فقام إليه حبيب أبو محمد فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: من أنت رحمك الله? قال أنا حبيب أبو محمد. قال: مرحبا بك يا أبا محمد أنت الذي يزعم هؤلاء القوم أنك لم تسأل الله شيئا إلا أعطاك فهلا سألته أن يخفي لك ذلك? اجلس يرحمك الله. قال: وأخذ بيده فأجلسه إلى جنبه
قال: فقام إليه مالك بن دينار فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: من أنت يرحمك الله? قال: أنا مالك بن دينار. قال: بخ بخ أبو يحيى، إن كنت كما يقولون، أنت الذي يزعم هؤلاء القوم أنك أزهدهم? اجلس فالآن تمت أمنيتي على ربي في عاجل الدنيا.
قال صالح: فمت إليه لأسلم عليه فأقبل علي القوم فقال: انظروا كيف تكونون غدا بين يدي الله في مجمع القيامة. قال: فسلمت عليه فرد علي وقال: من أنت يرحمك الله? قلت أنا صالح المري، قال: أنت الفتى القارئ، أنت أبو بشر? قلت: نعم، قال: اقرأ يا صالح فابتدأت فقرأت فما استتممت الاستعاذة حتى خر مغشيا عليه. ثم أفاق إفاقة فقال عد في قراءتك يا صالح، فعدت فقرأت: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) سورة الفرقان قال: فصاح صيحة ثم انكب لوجهه وانكشف بعض جسده فجعل يخور كما يخور الثور ثم هدأ فدنونا منه ننظر فإذا هو قد خرجت نفسه كأنه خشبة.
قال: فخرجنا فسألنا: هل له أحد?
قالوا: عجوز تخدمه تأتيه الأيام فبعثنا إليها فجاءت فقالت: ما له? قرئ عليه القرآن فمات قالت: حق له والله، من ذا الذي قرأ عليه? لعله صالح القارئ? قلنا: نعم وما يدريك من صالح? قالت: لا أعرفه غير أني كثيرا ما كنت أسمعه يقول: إن قرأ علي صالح قتلني. قلنا: فهو الذي قرأ عليه قالت: هو الذي قتل حبيبي فهيأناه ودفناه. رحمه الله.