ابو رامى الغرباوى المراقب العام ونائب المدير العام
عدد الرسائل : 2921تاريخ التسجيل : 07/12/2007
موضوع: ** ضحك بـ لون البكاء *** الأحد يونيو 05, 2011 5:48 am
ضحك بـ لون البكاء
معلقة هى الروح بين سماء الدهشة وأرض الذهول لا تستكين .. تارة تمتطى سحب الرجاء وتارة تهوى عائدة حيت لا قرار.. جناحاها .. شراعان لا قبلة لهما وقارب الصدق .. يبحر دون مجداف بـ دفة يوجهها الزمن حيث يشاء .. نهار شمسه مذعورة غزلت من شعاعها ستارا .. يوارى سوءة البشر والليل حشد جيوش الصمت وأعلن الحرب على فجر الوفاء متخذاً من الظلمات عدة وعتادا وشهيد هو الأمل.. تحت رحى اليأس ضعفت قوته وهانت عبوس هو وجه الكون وتجاعيد الشيب.. وشمت عليه تضاريس الألم
وصدى عارم يخترق السكون ضحكات تعصف بلحظات الصمت تتردد دون شفاه.. ولا خدود ترسم محياها ولا عيون تمنحها التفاصيل ضحكات .. مبعثرة أشلاء خلف أشلاء تتلون تتشكل .. تحلق فى الفضاء العارى إلا من الوهن تتجسد على هيئة بشر ثم تتمايل راقصة فـ تتمخض .. لتلد أطياف من شرر متطاير راسماً شفتان بـ لون الحمرة
ترى أيتها الضحكات لمن تكونى.. حارت ظنونى.. والريب إعصار شتت فكرى والعقل ينتفض إحتضارا من أى موطن حللت ِ وهل لديك ِ أسرارا تتبسم الشفاه بعد عناء تطلق ضحكات مكلومة وصوت حبيس الصوت وصدى أشبه بـ الموت ثم تتعانق .. لتبدأ بـ الحديث رباه أى لغة تلك وأى حديث هذا.. وأى لهب هذا الذى يطاردنى ويكاد يفتك بى ثم تتطاير الضحكات تتعانق ثم تفترق.. لترسم لى مشهد صاخب ملئ بالغرابة يحمل كافة المتناقضات فى زمن عليل.. يأوى الرياء ويزينه والحق مسلوب الإرادة يحيا خاضع وذليل
ويضج الكون بمشهد الضحكات يختنق الوجود.. وصريعة هى النسمات والأرض ثكلى من هول اللحظة والسماء زاخرة بالتساؤلات يحمل المشهد إيماءات عدة تارة يقص حكايا .. وتارة يتسائل عن صدق النوايا أنفس خلعت ثوب النقاء وأنفس تراود المنايا.. إختلط الأبيض بالأسود فى واقع رمادى.. مليئة جعبته بالآسى زُهقت روح الإخلاص أشقاها مرض عضال والفجر صعب المنال فى عسرة ليل الوهن خُرس هو لسان النبل وصماء هى أذان الخير.. والصفاء سبيله الزوال ممزقة هى العهود.. على مائدة المكر والوعود تترنح بدروب المحال إستفحل الكذب وبات ملكاً على عرش الدهاء.. مطرز كرسى العرش بآنات وعبرات وتاج الملك مرصع بجواهر من دموع التقى.. وصريعة هى الأحلام تحت وطأة جبروت الواقع تلملم الضحكات أطراف ثوبها وتستعد للرحيل.. خشية أن يأتى الفجر فى حضرتها.. فـ ينهرها.. تودعنى .. قائلة.. لا تلمنى إن إقتحمت المساء ولا تعاتبنى إن أرقت هنا الدماء.. ولا تصاحبنى بناظريك حين عودتى للسماء.. فقط .. تذكرنى ببعض إشتياق .. وأخفض صوتك بـ النداء حتى لا تيقظ هواجس ذاتك وتفقد ما تبقى من رجاء..