(( ذبــــابــــه العين ))

ذبابة العينالطائرة تشوش الرؤية وتشعر المرء بالاضطراب

تلاحقها بعينيك فتهرب منك، ولا يبدو أنك قادر على رؤيتها بوضوح؛ لتعرف كيف تبدو

بالضبط، إذ يُخيّل لك أنها كذبابة لكنها ليست ذبابة، فلا أحد ممن حولك يراها سواك! ذبابة لا توجد إلا بداخل عينيك.
والذبابة الطائرة، هي أجسام بروتينية توجد بداخل سائل العين، وهذه الأجسام لها أشكال

وأحجام مختلفة، وتتحرك بطرق متنوعة داخل سائل العين. شيء مزعج فعلاً ولا حيلة لك فيه.

تبدو هذه الأجسام معلقة بداخل سائل العين الزجاجي، وهو سائل لزج، حيث تتحرك هذه

الأجسام ببطء داخل السائل. عندما ينتبه المرء إلى أحد هذه الأجسام، فإنه يوجِّه بصره

إليها، وهنا يرى أن الأجسام تبتعد بسرعة إلى اتجاه آخر، وسبب هذا، أنه عندما قام

الشخص بتغيير وجهة بصره، فإن السائل بداخل العين تحرك هو أيضاً، وبالتالي تحركت الأجسام أو الذبابات الطائرة.

والسبب الأساسي لرؤية هذه الأجسام، هو أنها غير ثابتة بداخل العين، وتتحرك

باستمرار بداخل السائل الزجاجي. ورغم أن الشعيرات الدموية الرقيقة في العين، تقف

في طريق الرؤية هي الأخرى، إلا أنها غير مرئية؛ بسبب أنها ثابتة في مكانها مقارنة

بالشبكيّة، ولهذا يقوم المخ بتحييدها وحذفها من الصورة، فيما يسمى بالتكيّف العصبي،

وهو أمر يشبه التوقف عن الإحساس بالملابس على الجلد بعد ارتدائها بفترة. وحيث إن

الذبابة الطائرة متحركة، فإن المخ لا يستطيع تحييدها وحذفها من الصورة.

وتبدو الذبابة الطائرة واضحة، عند النظر إلى سطح واسع مثل لون واحد، كالسماء

الزرقاء أو ورقة بيضاء. خصوصا عند النظر إلى السماء؛ ذلك لأن ضوءها يجعل حدقة

العين تضيق، فيزيد عمق الرؤية، وتصبح رؤية الذبابات الطائرة أسهل. ويمكن لبعض ا

لأشخاص، أن يروا الذبابات الطائرة، حتى إن كانت العين مغلقة، إذا كان هناك ضوء شديد كضوء الشمس.

وتؤدي الذبابات الطائرة أحياناً إلى تشويش الرؤية، وجعل المصاب بها، يعتقد أن هناك

شيئاً ما يتحرّك بينما لا شيء هناك، ويتعلم معظم المصابين بها مع الوقت، كيف

يتجاهلون ذباباتهم الطائرة بحيث لا تضايقهم. وتظل هناك نسبة من الناس، مصابة

بذبابات طائرة أكبر من المعتاد، إذ تضايقهم عند الرؤية، خصوصا عندما تقف بينهم

وبين طريق الرؤية المباشرة، حيث يصبح تجاهلها أمراً مستحيلاً.

وتوجد عدة أسباب تؤدي إلى هذه الظاهرة، أي شيء يؤدي إلى دخول مادة إلى سائل

العين، يتسبب في ظهور ذبابات طائرة. وأهم سبب لتكوّن الذبابات، هو عملية تحلل

سائل العين الزجاجي. ويتكون سائلا العين من 99 % ماء، و1 % مادة صلبة. وتتكون

المادة الصلبة من شبكة من الكولاجين وحمض الهاليوريك، ويرتبط حمض الهاليوريك

بجزيئات ماء. قد يقوم حمض الهاليوريك بإطلاق جزيئات الماء المرتبطة به، وبالتالي

يزيد من سيولة سائل العين، ويتحلل الكولاجين إلى أليا، تسبح في السائل، مكونة

الذبابات الطائرة المزعجة. في هذه الحالة تكون الذبابات على هيئة خيوط، ويكون عددها قليلاً.

وفي أحيان أخرى، تنفصل هذه الشبكة الموجودة داخل السائل، وتنكمش وتتلامس مع

الشبكية، وعندها يرى الشخص ما يشبه فلاشات عشوائية من الضوء. أحياناً تنفصل

هذه الشبكة عند رأس العصب البصري، وعندها يرى المريض ذبابة طائرة كبيرة على شكل حلقة.

ويمكن لهذه الشبكة المنفصلة، أن تصطدم بالشبكية وتمزّقها فيما يعرف بانفصال

وعندها يتسرب الدم إلى سائل العين، والذي يبدو للمصاب على شكل نقط صغيرة تتحرك

في المجال البصري. وتتطلب الحالة هنا التدخل الطبي فوراً؛ لأن انفصال الشبكية، قد يتسبب للمريض في الإصابة بالعمى.

ويوجد أيضا شريان يدعى "hyaloid artery"، هذا الشريان يقوم بتغذية العين

أثناء الفترة الجنينية، ثم ينحسر. أحياناً يترك هذا الشريان أثناء انحساره، بعض الخلايا التي تصبح ذبابات طائرة.
إن حدوث إصابات بالعين أو التهابات أو مضاعفات من مرض السكر، أو من آثار إجراء

عملية المياه البيضاء، وتجاوز سن الأربعين، كل هذه عوامل تزيد من احتمالية وجود الذبابات الطائرة.

وهناك بضعة أسباب أخرى، تتضمن حدوث قطع في الشبكية، حيث يؤدي هذا إلى دخول

قطرات من الدم إلى داخل سائل العين، وفي
حالة الإصابة بالتوكسوبلازما، حيث قد تدخل كرات الدم البيضاء إلى سائل
العين. وتتضمن الأسباب الأخرى أيضاً، حدوث إديما

(استقساء) في العين. وهناك مرض آخر يدعى "asteroid hyalosis" يؤدي إلى

ارتباط الكالسيوم بشبكة الكولاجين داخل سائل العين، وهنا تتكون ذبابات طائرة، تتحرك

قليلا مع حركة العين، ثم تعود إلى أماكنها الثابتة على شبكة الكولاجين، عند توقف العين

عن الحركة، ولا تتوجب إزالة الذبابة الطائرة، وإلى الأشخاص الذين يصابون بهذه

الظاهرة، أن يستمروا بالفحص الدوري لأعينهم على فترات متباعدة؛ للتأكد من سلامة

العين، خصوصا لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم

» قصه تدمع العين لها
» بقاء العين مفتوحة أثناءالسجود
» سهام العين من خلف البراقع
» الميـــاه الزرقاء في العين
» ألا يالله بنظرا من العين الرحيمه