شوارع المدن لا تكاد تختلف عن عالم ديزني لاند
عمالقة تصنيع السيارات في يخوضون ثورة تكنولوجية لتشكيل صيحات جديدة في الالوان.
ميدل ايست اونلاين
فرانكفورت – من مايكل سيلدس
تقود السيارات الصغيرة والرياضية بألوان لافتة ثورة تدريجية في الالوان في عالم السيارات تؤدي الى تراجع سنوات من هيمنة اللون الفضي التقليدي وان كان ذلك يتم بوتيرة هادئة.
ويقول خبراء صناعة السيارات ان السيارات ذات اللون البرتقالي والبني والذهبي والاصفر ستظهر أكثر بالشوارع قريبا مع بدء عودة الالوان الصاخبة التي كانت منتشرة خلال السبعينات وانتعاش سوق السيارات التي لا تستهلك كميات كبيرة من الوقود.
غير أن الالوان المحايدة تظل الملاذ الاول للمشترين الذين يستثمرون أموالهم فقط بطريقة لا يخسرون خلالها الكثير من الاموال عند اعادة بيع السيارة.
وقالت ساندرا كروجر المتخصصة في ألوان السيارات في المانيا والتي تعمل بشركة دوبونت للمستحضرات الكيماوية ومقرها الولايات المتحدة "كلما زاد سعر السيارة وزادت قيمتها كلما كان لونها أهدأ".
واضافت "هناك بعض الاستثناءات مثل السيارة فيراري ذات اللون الاحمر في العادة ولكنك لن ترى سيارات باهظة الثمن بلون برتقالي أو أخضر زاه... الاذواق في السيارات محافظة للغاية".
ويظهر مسح أجرته دوبونت لالوان السيارات في عام 2005 أن اللون الفضي لا يزال لونا مفضلا للعملاء حيث يمثل 30 في المئة من السيارات في اسيا و29 في المئة في اوروبا و25 في المئة في أمريكا الجنوبية و18 في المئة في اميركا الشمالية رغم أنه كان هناك اقبال ايضا على اللونين الرمادي والاسود.
وتفضل أساطيل الشركات التي تشتري ملايين السيارات سنويا للاستخدام كسيارات تابعة لها أو للتأجير الالوان المحايدة لانها تحتفظ بقيمتها بشكل أفضل.
كما ان المشترين لا يريدون تقييد أنفسهم بشراء سيارة لا يمكنهم اعادة بيعها بسعر جيد.
ويعني ذلك أن الاتجاه صوب لون مختلف يوجد بشكل أساسي بين السيارات الاصغر والسيارات الرياضية والتي عادة ما تكون سيارات ثانوية يقودها شبان ونساء.
وتقول توقعات دوبونت بخصوص الالوان حتى عام 2009 "نرى اللون الفضي يتحول الى مساحات جديدة من الالوان تستخدم ظلال لالوان هادئة زرقاء وخضراء أو دافئة بمسحة من اللون البني الفاتح البراق. وحتى اللون الرمادي سينافس اللون الاحمر والازرق والارجواني".
ويزيد الاقبال على الالوان الخفيفة والمتوسطة والداكنة بين السيارات فيما سيتم الجمع بين درجات اللونين الاحمر الدافئ والبرتقالي لتشكيل صيحات جديدة في الالوان.
واضافت التوقعات "وبينما اختير اللون البني الغامق على فترات باعتباره لونا دالا على الرفاهية فان تأثيرات الالوان الجديدة والداكنة قد تؤدي في نهاية الامر الى استخدام المزيد من طرازات السيارات للالوان".
كما يكتسب اللونان الاصفر والبرتقالي الزاهيان قبولا وهو ما يعني أن الالوان تصبح أكثر جرأة مثلما يزيد الاقبال على السيارات الاصغر والاقل استهلاكا للوقود مع الوضع في الاعتبار ارتفاع أسعار الوقود.
ومن الصيحات الجديدة ايضا السيارات ذات التأثيرات الخاصة التي تجعل اللون يبدو وكأنه يتغير تبعا لكيفية انعكاس الضوء عليه.
وقال متحدث باسم شركة مرسيدس بنز ان السيارة الجديدة التي تنتجها الشركة وهي من الفئة اي تظهر في 13 لون بينها تسعة ألوان لامعة ولونان بتأثيرات خاصة.
وتبذل شركات السيارات جهدا كبيرا في اختيار الالوان.
وقال جيرت هيلديبراند أحد كبار المصممين للسيارة البريطانية الصغيرة بي ام دبليو من طراز ميني "أصعب شيء هو اختيار اللون. كثير من قرارات الشراء تتخذ بناء على اللون. حتى أنا أفكر مليا في اللون. بالنسبة للامور الاخرى أنت تختار فقط الافضل.. أكبر محرك وأكبر اطارات".
وتظهر السيارة ميني في 12 لونا أساسيا.
وغالبا ما يختار مشترون للطراز كوبر اس من السيارة ميني لونا مغايرا بالنسبة للسقف.
ويستغرق تطوير لون جديد أكثر من عامين. وتعمل السيارة ميني مع عملائها الموزعين على ابتكار الالوان ثم تقوم بعد ذلك بتجربتها في الصحراء بينما تحاول اقناع مسؤولي التسويق والانتاج والادارة العليا بالموافقة عليها.
وقال هيلديبراند "يتعين علينا أن نقدم عشرة اقتراحات لمجلس الادارة قبل التوصل الى لون واحد. الامر ليس مجرد اختيار لون وطلاء السيارات به.. نقوم بطلاء 20 سيارة ويختارون لونين".
والتنبؤ باللون المناسب لمدة عامين انجاز كبير أيضا.
وقال "هذا هو سحر التصميم" مضيفا "انها مهمة تعتمد على الرؤية المستقبلية. هناك أيضا بعض من الدكتاتورية فنحن نصنع الالوان التي يتعين على الناس شراؤها لان هذه هي الالوان التي صممناها. اننا نحدد الاتجاه".
ويتعين على مصممي السيارات أيضا وضع الجانب الجمالي للالوان في الحسبان. فاللون الاسود للسيارة يعكس ما يحيط به بينما يظهر اللون الفضي الشكل بصورة أكثر جمالا.