هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 المخرج من الفتن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صوت القلم

المخرج من الفتن 13101_10



عدد الرسائل : 119
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

المخرج من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: المخرج من الفتن   المخرج من الفتن Emptyالإثنين أبريل 28, 2008 5:51 am

ماذا يفعل الناس في هذه الأيام مع هذه الفتن والمحن ؟

قال الله تبارك وتعالى : " قُل مَن ينَجيكُم من ظُلماتِ البرِ والبحر تدعُونَه تضرعاً وخُفية لئن أنجانا مِن هذه لنكونّن من الشاكرين . قُل اللهُ يُنجيكم منها ومن كلِ كرب ثم أنتم تُشرِكون . قُل هو القادرُ على أن يبعثَ عليكم عذاباً من فوقِكُم أو من تحت أرجُلِكُم أو يَلبِسَكُم شيعاً ، ويُذيقَ بعضَكُم بأسَ بعض ، انظُر كيفَ نُصرف الآيات لعلهم يفقهون " 63،64،65 من سورة الأنعام

وقال الله تبارك وتعالى : " أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ، إن الله على كل شيء قدير" 165 من آل عمران .
وقال صلى الله عليه وسلم :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وسنتي …" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم :" … إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فالحل الوحيد للخروج من هذه المحن والفتن هو الحل الذي أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى الله وحده لا شريك له ، والبعد عن الشرك ومظاهره التي عمت بلاد المسلمين :

1- فهل يعتقد المسلم – إذا أشرك مع الله الأنبياء والصالحين وغيرهم فدعاهم كما يدعوا الله واعتقد فيهم النفع والضر ، وطاف حول قبورهم ، ونذر وذبح أمامهم – أن ينصرنا الله,, ؟ مع أن الله عز وجل قد حذرنا كثيراً من الشرك وما ينتج عنه من ضياع الدنيا والآخرة ، فقال تعالى : " إن الله لا يَغفرُ أن يُشركَ به ويَغفِرُ ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يُشركْ بالله فقد فقد افترى إثماً عظيماً " ، وقال تعالى : " ولقد أُوحِيَ إليكَ وإلى الذين من قَبلِك لإن أشركت َليَحبَطَنَّ عَملُكَ ولَتكُونَنَّ من الخاسرين ، بلِ اللهَ فاعبُدْ وكُن منَ الشاكرين " ، وقال تعالى : " إن تَدْعوهم لا يَسْمَعوا دُعَائَكم ولو سَمِعوا ما استَجابوا لكم ويوم القيامَة يَكْفُرون بِشِرْكِكُم ولا يُنَبِأُكَ مِثْلُ خَبِير".
2- الرجوع إلى المساجد وعمارتها في الصلوات الخمس : فهي السبيل إلى الوحدة ( وحدة العقيدة ووحدة الصف …) والبعد عن المساجد ذات الأضرحة ومساجد أهل البدع ( من الخوارج والمتصوفة وغيرهم من الجماعات البدعية الحزبية ..) ومحاولة تطهير المساجد من هذه الوثنيات حتى يرضى الله عنا "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " وكذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " وكذلك دعا فقال : " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد " وسمى قبره صلى الله عليه وسلم - إذا عُبد - وثناً ، ولأن الله تعالى -لا يرضى لعباده الكفر والشرك - فينزل اللعنات على المتخذين قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ومن أجل ذلك أرسل الأنبياء والمرسلين، فكيف ينصر المسلمون وغالبهم يفعلون أفعالاً أقبح من الكفار والمشركين والملاحدة ؟!! هل يَنصُرُنا اللهَ ؟ والمساجد مليئة بالأضرحة ؟ والناس يطوفون حولها وينذرون أمامها ؟ ويحتفلون بالموالد حولها - وما أدراك ما الموالد– فانظر حولها تجد جميع أنواع الشرك ، وجميع أنواع الكبائر ( من دعاء ونذر وذبح وتوسل وسجود وركوع وسؤال غير الله … ومن الكبائر الميسر والزنا والسرقة والدجل والشعوذة والسحر .... – ومن التسول والتنطع والجهالة وتضييع الأوقات في البدع والضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان) فهل يتصور المسلمون - وهم في غالب أحوالهم في هذه الضلالات- أن ينصروا ؟ !!!
3- هل ينصرنا الله والمساجد تكاد تكون خاوية في صلاة الفجر ؟ هل ينصرنا الله والمسلمون يسمعون " حي على الصلاة " " حي على الفلاح " وهم عاكفون على لهوهم في الشوارع وفي المقاهي وأمام التلفاز ؟ هل ينصرنا الله ونساء المسلمين متبرجات سافرات كاسيات عاريات مائلات مميلات ؟ هل ينصرنا الله والغش والحسد والرشوة والغوغائية والانهزامية وعدم الأمانة وموالاة الكفار وانتشارهم في بلاد المسلمين بضرورة وغير ضرورة ؟ هل ينصرنا الله وأطفالنا يتربون على التلفاز وعلى أيدي الخادمات الكافرات ؟
4- البعد عن أسباب الفرقة ومن هذه الأسباب التي أودت بالأمة الإسلامية :
· السبب الأول : فكر التصوف والفلسفة ، والبعد عن العقيدة الصحيحة الصافية من أدران الشرك والفلسفة وعلم الكلام :
والحل هو : يجب على الأزهر وعلمائِه والمسلمين عامة أن يتصدوا بقوة لهذه المناهج الباطلة وإصدار القرارات التي تبرؤهم من هذه المعتقدات الباطلة ، وتوضيح المعتقدات الصحيحة بعيداً عن الفلسفة وعلم الكلام المذموم ، وتغيير مناهج العقيدة التي تدرس في الأزهر .
وإزالة الأضرحة من المساجد التي أصبحت مرتعاً للمتسولين والسحرة والزنادقة والمشعوذين باسم الدين والتصوف ، وهم أبعد ما يكون عن الدين الصحيح والزهد المشروع .
فلماذا يصر الأزهر على تدريس عقيدة الأشاعرة والمعتزلة والمفوضة ؟ وجعلوا عقيدة الأشاعرة هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وهذا مخالف لعقيدة الصحابة والتابعيين والأئمة الأربعة ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا .مع أن من علماء الأزهر القدامى من أنكر كل هذه البدع وحاربها ولكن هذه الدعوة تحتاج إلى تكاتف جهود المخلصين مع قوة السلطان .
ومع أن الأزهر يدرس الفقه فقط على مذاهب الأئمة ، ولا يدرس عقيدتهم وهي عقيدة ثابتة بداية من الصحابة ومروراً بالتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم من علماء الأئمة المعتبرين من كل الطبقات .
فكيف تتوحد الأمة وهي اختلفت في أصول المعتقد ؟

· السبب الثاني : فكر الخوارج والخروج على ولاة الأمور :
وهذا الفكر انتشر في بلاد المسلمين ، وانتشرت الجماعات والفرق واختلفت فيما بينهم كل حزب بما لديهم فرحون ، مع أن الله تعالى حذر من هذه الفرقة تحذيراً بيناً واضحاً فقال تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ، والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ، الله يجتبي إليه من يشاء ، ويهدي إليه منيب "
وقال تعالى : " منيبين إليه ، واتقوه ، و أقيموا الصلاة ، ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ".
وقال تعالى : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه . فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ".
وقال تعالى : " وأن هذا صرا طي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ".
وقال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء ًفألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته أخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ، كذلكم يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ". (103) آل عمران
ومن الأحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير وذم الفرقة في الدين ، والتحذير من الخروج على ولاة أمور المسلمين - وإن جاروا وظلموا – وبيان كيفية التعامل مع الحكام الجائرين:
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا وأطيعوا وإن أُمِّر عليكم عبد حبشي أجدع " رواه البخاري ومسلم.
2- ولحديث عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم "قال : قلنا : يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال :" لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولِّي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة " رواه مسلم وأحمد .
3- ولحديث حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس " قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال : " تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع " رواه مسلم
الحل هو :
- إزالة هذه الكتب الفكرية بإحراقها ، وعدم السماح بطبعها نهائياً.
- ترسيخ العقيدة الصحيحة بتدريس منهج أهل السنة والجماعة بمراحل التعليم المختلفة .
- عدم السماح بتكوين جماعات أو جمعيات إلأا بإذن من ولاة الأمور والعلماء " أهل الذكر والراسخون في العلم".
السبب الثالث : أفكار علمانية وشيوعية وشرقية وغربية :يجب التفريق بين الأنظمة العلمية الدنيوية ، والتي يمكن الاستفادة منها ، والتي تساعد على انتظام الدنيا ، وبين أصول الدين التي لا تعارض الاقتباس منها ، كما قال صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم .." أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فلا تعارض بين الدين والأمور المباحة من أنظمة مستحدثة بحيث لا تخل بالأصل الشرعي العقائدي والأخلاقي .
الحل هو : الرجوع إلى التخصص ، ونبذ الأفكار التي تضاد الشريعة مهما كانت ، والتمسك بما كان عليه سلف هذه الأمة الصحابة رضوان الله عليهم .ا.هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صوت القلم

المخرج من الفتن 13101_10



عدد الرسائل : 119
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

المخرج من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: المخرج من الفتن   المخرج من الفتن Emptyالإثنين أبريل 28, 2008 5:51 am

إن الله عز وجل يمحص إيمان المؤمن ويختبر معدنه، وقد جعل الله ما يكون في هذه الدنيا من الفتن والمحن والبلايا فتنة للمؤمن، وبعضها يكون محكاً يميز المؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب، فالمؤمن يعتصم بالكتاب والسنة، ويضبط جوارحه وفقهما.




الفتن والمحن: حقائق ومآلات



محمد شقير ,,


في الأيام الصعبة يكثر الحديث عن الفتنة، حتى أصبحت هذه الكلمة من أكثر الكلمات تخويفاً وتنبيهاً للمواطن من ارتكاب جملة من الأعمال أو الانزلاق إلى جملة من التصرفات تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهو ما يستلزم منا الحديث في فقه الفتنة وأسبابها وسبل علاجها وأهم السمات التي تميزها، حتى يكون المرء عارفاً بها ممتنعاً أمامها، فيمسي فيها كابن اللبون لا ظهراً فيُركب ولا ضرعاً فيُحلب.

قد تُعرّف الفتنة بأنها المحنة التي تغر الإنسان، فكل محنة أو ابتلاء يبلغان من الشدة ما قد يؤدي إلى انحراف الإنسان أو إضلاله تسمى الفتنة، وإن أمكن أن يكون للفتنة مؤديات ــ على مستوى النتيجة ــ قد لا توصف بالسلبية، وهي بذاك المعنى قد يكون لها طابع فردي، فتكون فتنة فردية، وقد يكون لها طابع جمعي فتكون فتنة جمعية، وإن كان الاستعمال الغالب للفتنة هو في طابعها الجمعي.
وتماشياً مع الغالب من الاستعمال لتعبير الفتنة، سوف يكون معناها المحنة والبلاء اللذين يصيبان المجتمع، واللذين قد يكون لهما نتائج ومؤديات خطيرة من قبيل الضلال أو الانحراف أو مخالفة الدين والعقل والحكمة، أو قد يكون لها نتائج مختلفة إذا ما عمل على وعيها وفقه أسبابها وسبل علاجها.

وعطفاً على ما تقدم سيكون من المفيد الإشارة الى بعض سمات الفتنة ذات البعد الاجتماعي، حيث إن من أهم سماتها أنها تراود الهوى، وتستنفر الانفعال، وتستفز العصبية، وتقيّد فعل العقل والإدراك والروية، وتدفع في اتجاه مخالفة الشرع والدين والقانون والعرف، حيث قد يصبح السائس والقائد الغضب أو الهوى أو العصبية، بعيداً من الحدود والضوابط التي يفرضها القانون أو العرف أو تدعو إليها القيم والأخلاق.

ومن سماتها أنها بإثارتها للانفعال وقمعها للعقل، تعمل على خلط المفاهيــــــــــــم، وقلب الحقائق، والتعتيم على الوقائع، وتزييف الأدلة، ما يؤدي الى إثارة الشبهات ــ أي الباطل الذي يسعى للتشبه بالحق ــ حتى ليعتقد الكثيرون أن الحق هو الباطل، والباطل هو الحق، وأن الصحيح هو الخطأ والخطأ هو الصحيح، لأنه في ظـــــــــــل الفــــــــــتنة وانعدام الرؤية، سوف يشتبه الحق بالـــــــباطل حتى يعد الحق باطلاً والباطل حقاً، وهذا ما يسمح لأهل الفتن والأهواء بتمرير الباطل بلباس الحق، وإظهار ما هو منافٍ للدين والقيم والعقل بلباس الحكمة والعلم والشرع.

أما أسباب الفتنة فأهمها الأهواء والميول غير السوية في الطبيعة الإنسانية، أي ذلك الميل الكامن في الطبيعة البشرية الى التغلب والسيطرة والشجع والاستحواذ والهيمنة، بطريقة لا تعرف حدوداً في دين أو عرف أو قيم، ما يؤدي الى إيجاد بيئة اجتماعية مناسبة لاجتماع الفتنة ونموها، لأن أي فعل نحو التغلب والسيطرة وما سوى ذلك، سوف يؤدي الى التصادم والتناحر الذي قد تُستخدم فيه كل الأسلحة وخصوصاً سلاح الكلمة والإعلام الذي سوف يستثير العصبيات والمفردات التي يعتقد اجتماع الفتنة أنها تقوّي موقفه وتدعم جبهته، بما فيها تشبيه الباطل بالحق وقلب الحقائق وتزييف الوقائع حتى يضيع الحق على كثير من الناس.

يقول الإمام علي (ع): «إنما بدء وقوع الفتن من أهواء تُتبع، وأحكام تُبتدع، يُخالف فيها حكم الله، يتولى فيها رجال رجالاً، ألا وإن الحق لو خلص لم يكن اختلاف، ولو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حجى، لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث، فيمزجان...».

وبالتالي فإنه ومن خلال مزج الحق بالباطل والباطل بالحق، يعمل على إقحام كثير من الناس في طاحونة الفتنة، لتخدم أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا، ومصالحهم، ونهمهم للتسلط، وجنوحهم النفسي إلى الهيمنة والإثرة والإثراء، وكل ما يراود ميولهم الغريزية. إن سعاة الفتنة يلجأون إليها، عندما يرون فيها سبيلاً إلى تحقيق مصلحة، أو الوصول إلى غاية شخصية، ولذا لا يضيرهم ان تكون الفتنة مطيّة لأهوائهم، سواء اكتست لباساً مذهبياً أو سياسياً أو عرقياً...

ليس ذلك مهماً، فالفتنة تحتاج إلى بيئة مناسبة، وبيئتها كل اختلاف يتسع لبذور الفتنة، وهي تحتاج الى مادة، ومادتها من يرضى أن تقوده الشائعة ويسوسه كلام الفتنة وخطاب الفرقة.

وعليه فإن الأهواء ــ بما هي جذر نفسي لفعل الفتنة ــ تتجلى في اجتماع الفتنة، على شاكلة أحكام ومواقف وأفكار، تحالف في جوهرها منطق الدين والعقل والقيم، وإن أخذت لنفسها لبوساً آخر يجعلها أكثر مقبولية.

ولذا منطق الفتنة يتوسل التعميم، والانفعال، والضبابية، وخلط المفاهيم، بما يسهم في إتاحة الفرصة لتسلل جملة من المفاهيم والأفكار، التي تحاول أن تلبس لبوس الحق والعقلانية، من أجل جذب العدد الأكبر من جمهور الفتنة، ليكون طعمة لنابها ووقوداً لنارها.

من هنا فإن الوقوف عند أسباب الفتنة، يتيح لنا معرفة السبل التي تمكن من علاجها، حيث يجب أن ينصب العلاج في بعده الأخلاقي على معالجة الأهواء والميول النفسية غير السوية المؤسسة لاجتماع الفتنة، حيث يقول الإمام علي (ع): «اعلموا أنه من يتّقِ الله يجعل له مخرجاً من الفتن». أما المعالجة في البعد الاجتماعي، فيجب أن تنصب على التخفيف ما أمكن من منسوب الانفعال، والولاءات العمياء، والعصبيات الجوفاء، والتعميمات، والشائعات، واللجوء ما أمكن إلى منطق العقل والعقلانية، والعمل بأحكام الدين والقيم، واعتماد الحوار والتروّي، والابتعاد من التهمة، ومن إثارة أي غبار طائفي أو مذهبي أو سياسي أو عرقي، يعمل على حجب الحقائق وإخفاء الواقع.
إن تهيئة الظروف إعلامياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً لإعمال العقل، ونفوذ البصيرة، والعلم، ولفعل الضمير والقيم، يسهم إلى حدٍ بعيد في عصمة المجتمع من شرك الفتنة، وهنا لا بد من تأكيد الوعي وثقافة الوقاية من الفتنة، يقول رسول الله (ص): «ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، إلا من أحياه الله تعالى بالعلم»، وإن كانت بعض علاجات الفتنة، قد تتجاوز أحياناً العلاج الوقائي إلى العلاج الاستئصالي، وخصوصاً عندما تكون هذه الفتنة كفتنة العدوان والاحتلال، فيأتي عندها القتال والدفاع وسيلةً وحيدةً لدرء الفتنة والمنع من استفحالها، وهذا معنى قوله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة»، لأنه في بعض الحالات يصبح القتال الوسيلة الوحيدة لبيان الحق، والدفاع عنه، ولحماية الأرض والعرض، والذود عنه، فهنا يصبح القتال دواء الفتنة وعلاجها.

,, استاذ جامعي لبناني

عدد السبت ٢٨ نيسان ٢٠٠٧
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس الإسلام
المراقب العام ونائب المدير العام
المراقب العام ونائب المدير العام



عدد الرسائل : 51
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المخرج من الفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: المخرج من الفتن   المخرج من الفتن Emptyالجمعة يونيو 13, 2008 9:50 am

المخرج من الفتن 2459076258_5d8aab6294_o

المخرج من الفتن 2459580640_73d2daa9df_o

المخرج من الفتن 2459562690_010cfbcc91_o

المخرج من الفتن 2458726317_96cf5f11f7_o

المخرج من الفتن 2459557454_a54a3924e6_o
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المخرج من الفتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العواصم من الفتن
» الفتن وموقف المسلم منها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ۩۞۩ قسم شامل للمنتدى الاسلامى ۩۞۩ :: قسم شامل للمنتدى الاسلامى-
انتقل الى: